الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

هكذا عجنتني الحياة !!



كنا نقف و كأن على رؤوس الجميع الطير .. لكن في الواقع لم يكن على رؤوسنا سوى الترقب والخواء ...
تساءلنا حتى ملنا السؤال... ما الذي يجعل هؤلاء القوم سعيدين جدا بمنظر الحشود مترقبة أمام بوابة الفرج تنتظر لاهثة منذ ليال و كأنها دهور ,, و كل من رفيعي المقام اصاحب الفخامة المسؤولين يدلي بتصريحاته الجهنمية الخاصة و يضيف قليلا من الفلفل الحار أو يقلل بعض الملح..
حين نزعت نفسي من كل ذلك و بدأت اتأمل .. وقفت بكل صمت ... هو ذاك الإحساس
حين تسمو فوق قلب الحدث ويغدو أمامك كصورة و مشاهد تمضي لا حياة ملموسة ...
بدأت أبحث في الوجوه .. لكل سماته الخاصة في القلق و التوتر و قد تحلق الرفاق بقرب من انتزعه الفزع بينهم من نفسه ، فما عاد يدرك ما حوله .. و أنظاره معلقة بباب أمنا الغوله "المسجل" .. لكل هنا قصة تجعلك تحمد الله على أن لم تكن في تلك الحال و تدعو بصدق ان لا تكون ... و تسأل الله لهم الرحمة ...
ليس فراغا في مشاعري بالتأكيد أن لا أكون على تلك الدرجة من رهافة الإحساس .. فأتوتر و أعض أناملي و ترتجف أصابعي و يسري في عروقي دم كأنه الجليد... هكذا كانت صديقتي التي -و لفداحة احساسي بالتبلد- كانت كما أنا تماما تترقب نتيجة نفس الشخص .. صديقتنا التي آثرت أن نبشرها نحن اذ لن تستحمل وقع الحدث أيا كان ..
حين ابيضت عينا صديقتي ساعة بدأوا في تعليق النتيجة كنت أعلم أن الدموع لا محالة قادمة ..
و حين انهالت دموعها فرحا بعد أن علمنا النتيجة التي أكاد أجزم أننا كنا نعلمها و أني أخبرتها بها منذ أن سألنا دكتورة المادة و أجابت مبتسمة :" اطمنوا النتايج حلوه ، بس ما حاقدر اقول اكتر من كدا" ... و كنت قد سئمت و أنا احاول بلا جدوى ان اقنعها أن لا تتوتر .. حين انهالت دموعها ابتسمت بصمت و اغلقت نفسي على نفسي...
ما فتئ الكل يقولون ان الفتيات رقيقات المشاعر ,, هل ذاك يعني بالضرورة ان تنساب دموعنا في كل مشهد من مشاهد الحياة؟؟؟
أم أن عدم انسيابها يعني نقصاناً في محتوى دواخل الأنثى؟؟؟
كم هائل الحمل من ثقيل الانفعالات حين ينوء القلب به لا يجد أمامه سبيلا سوى الدموع يُخرج بها مجهول المسمى والهوية الذي كان يسعى فيه خرابا...
كم أكره تلك الدموع رغم نقائها و الصفاء الذي تبدو عليه و المنظر الملائكي الذي يفطر القلوب..
حين مددت يدي أحمل عن صديقتي الهاتف الذي كانت تضعه على أذنها ولم تقدر على نطق حرف سويّ و هي تخنقها العبرات .. مسحت عن خديها دموعها الدافئة فارتعش قلبي ألما من جموده .. هي أكثر صديقاتي صمودا على الإطلاق ,, و لطالما كانت تهزأ من ضعف الفتيات و الرقة المفرطة .. ولطالما كانت أربطنا جأشا في المواقف التي كان يخر فيها الرجال ...
حاولت جاهدة أن أستوعب سر ذاك الذي كان خلف تلك العينين ، شيء أقرب الى أنها كانت تخشى أن تفقد عزيزا فعاد اليها من بين سكرات الموت...
الآن وقد اطمأنت قلوبنا على رفيقة دربنا و زفينا لها خبر نجاحها و اكمالها معنا الدرب .. صفت أذهاننا لنرى ما حل بالبقية المتبقية من زملاء العهد الذي نحن فيه .. حين اقتربت من لائحة النتائج ثانية صدمني المنظر .. مجموعة من أكثر الشباب مرحا في دفعتنا على الإطلاق .. وقد جلسوا على الارض ساهمين أمام اللائحة .. و يقترب البقية ينظرون الى اللائحة و يجلسون بنفس الصمت وبلا أي كلمة متبادلة .. و فجأة يعلو نحيب أحدهم .. و انتفض قلبي .. ما أقسى وقع نحيب الرجال على القلب .. كان ينوح كالثكلى .. و التف الجمع حوله و أنا مازلت جامدة في مكاني .. كل ما خطر في بالي أن جميع من في هذه الشلة من أكثر الشباب تميزا و أخلاقا .. اقترب مني احد الزملاء .. لا أعرفه جيدا بالطبع لكن لم أتمالك ان اسأله "منو ببكي ؟؟ دا منو من الشلة الربت؟؟" و رد بآليه " حسين ربت و حسن أخوه الببكي" ...
هو من أفضل الأولاد في دفعتنا .. من اولئك الذين يشعرونك ان الأرض لازالت بخير و أنك لن تضيع مادام هناك أمثالهم يقولون بصدق .. " نحن زي أخوانكم و أكتر.."
و رددت بقلب و لسان و أعين فاغرة فارغة " لا ماممكن !!!"
لكن حين يقول السيد "البورد" ذلك فلا سبيل سوى أن تبلع غصاتك و تفجر غيظك في قلب اللاوعي في نفسك بأن تجلس كما جلس البقية ساهما فارغ الوفاض الا من الألم الذي لم يجد طريقا لأن يخرج من دهاليز النفس فظل حبيسا هناك وسقط معك على الارض..
يخفت صوت نحيب زميلنا المكلوم .. و بالطبع كان أخوه قد اختفى عن الأعين منذ ان علم بالخبر المشؤوم و كأنه استحال الى لا شيء حين نزعوا عنه انفاسه و انتُزع من بين من رفاقه لثلاث سنوات...
اذكر أننا مررنا به في الأيام السابقه ثم علقنا على شعره غير المحلوق و لحيته النامية غير المشذبه "دي شنو البهدله دي يا حسين الناس نازلين معيدين انت ما عاينت لنفسك في المرايه و لا شنو؟؟" .. رد بابتسامته المعتاده و هو ينظر الينا من عل ٍ صاحب القامة الرفيعة ذاك " والله ياخ انا لسه عيدي بعد تطلع النتيجة .. الساعة ديك حاحلق.. أدعو لي احلق" .. اذكر اني ضحكت حتى أخجلته .. و قلت بصدق " ياااااااارب تحصل الناس العيدوا "


:::::::::::::::::::ِ


تساءلت و أنا امضي وحدي .. مبتعدة عن منبع الأسى و الأفراح الذي كان يجعلك تنشطر نفسيا الى اشلاء .. تضحك فرحا مع أحدهم و تبكي منتحبا مع الآخر في نفس اللحظات .. تساءلت ، ما الذي قد تعنيه أرقام على ورق امتحان كل ما فيه لا يعدو حشوا ننساه بمجرد ان خرجنا من تلك القاعة التي تركنا فيها الأوراق التي استلمناها فيها ايضا...
و انتشرت دوائر دخانية من الأفكار اللامنطقية في ذهني حتى أعادتني يد أحدهم الى الواقع ... "يا بت مالك مشخته لينا كدا؟؟!!" .. شخت يشخت تشخيتا .. لا تستاءوا فزميلتي لم تكن تقصد شتيمة بالطبع .. لكنها تلك الكلمات التي تخرج لا ادري من اين و التي تجعل جسدك ينتفض عند اول مرة تسمعها .. من ثم تجد انك اعتدتها فصرت تقول مثل ما يقول الاخرون ... و تضحك مثل ما يضحكون اذا اقشعر جسد احدهم منها امامك..

يالفداحة هذا الحياة التي نعيشها .. و ياللألم الذي اعتدناه كالماء و البيرجر والمواصلات ...
و يقول المتفلسفون ( هكذا علمتني الحياة ) .. و يقول منكوب الحال مثلي ( هكذا عجنتني الحياة )

..... ((اللهم نسألك خير الحياة وخير الممات ))

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

حين نتوه


اليوم الثاني لي هنا ولا اعلم ان كان لي ايام بعده

ليس من الطبيعي ان افكر في ما اذا كان من المعقول ان انشر افكاري... لأن المعقول فقط هو ان انشرها !!!

أنا لست دائمة الحيرة.. و لكنني دائمة التردد ..

التردد يصنع امامك و امام ما تنوي انجازه الكثير من العقبات هي بالتأكيد من صنع وهمنا لا غير
و كأن ما هو موجود من عوائق اصلا تحتاج الى زيادة من عقولنا المختمرة

....................

لن ابحث عن المزيد

ان بقيت باحثة عن أفضل طريقة ، وانسب موضوع ، و اجمل اسلوب و و و.....

لن انتهي من الحيرة

نحن حين نتوه بين افكارنا لن نجد مخرجا سوى ان نخرج من بين الافكار للنظر اليها من عل ٍ

هذا ما يفعله الكل حين يبعثرون افكارهم بكلمات
وللأمانة العلمية.. هذا ما أنتوي ان افعله هنا

أن اتوقف عن النظر للاخرين .. و اعطي النفس فرصة كي تنظر الى ذاتها بنفس الطريقة التي تنظر بها الى الاخرين

::::::::::::

هل انتظر ان يقرأ احد هذه الأسطر؟؟؟!!

هل أنتظر ان أتلقى الردود أو ان اجد فيها نفسي؟؟؟11

هل...
هل....
هل.....

:::::::::

تعددت الاسباب و ما حدث قد حدث....

::::::

ملاحظة...
قد ينتهي بي الأمر ذات يوم وأنا ادون احداث حياتي هنا...

اعلم ان هذا هو الغرض من المدونة.. لكن ليس هذا هو الغرض من العقول...

ربما لي عودة .. ان شاء الخالق...

الخميس، 1 أكتوبر 2009

بداية من غير رامي

بسم الله الرحمن الرحيم
أول أسطر هنا ماذا تكون؟؟؟
سأكتبها عندما اعرفها ان شاء ربي
.....
ملاحظه لن أنسى له أنه من دفعني الى هنا دفعا
لك مني ما تستحق من شكر و اكثر
.....
حين ابدأ بخط العبارات لا أعلم ما الذي سيوقفني
في كثير من الاحيان ينتهي الامر بأن أجد نفسي بدأت في تحليل كل ما هو قابل للتحليل أو غير قابل
:::::::::
نقطة مع النفس ...
يقال ان لكل كلمة صدى
ومن لم يجد صدى لكلماته في نفسه فمن الافضل ان يغص بها ويصمت
::::::::
أسأل ربي ان يجعل في احرفي هذه خيرا
او يلهمني من عنده صمتا جميل
::::::::
أمضي حيرى في طرقات نفسي حين أسألها هل ستعينيني على ما عزمت عليه
ولا أعلم بحق ان كانت نفسي تملكني ام اني انا التي املكها
ولا أدري ماذا تعني نفسي
من الأفضل ان ننسب ما بدأ وانتهى لخالقها و نتضرع
(( اللهم لا تكلني الى نفسي فأعجز .. ولا تكلني الى الناس فأضيع ... توكلت عليك يا رب العاليمن ))